بقلم: بلقاسم سعيد مليكش
بصفة مواطن جزائري مناضل سياسي
لأن العمل السياسي
النبيل والحقيقي، ولأن تحمل المسؤولية السياسية، ليس فقط اتخاذ مواقف وإعلانها، او
المشاركة في الإنتخابات والترشح لها أو فيها، وإنما أيضا هو توضيح رؤى، وخاصة
إرساء تقاليد سياسية ديمقراطية فعلية عبر العمل لا القول فقط، من خلال القاعدة
التيكتونية المؤسسة له، ألا وهي "سياسة الثقافة السياسية"
الديمقراطية لدى المجتمع وفيه (المنعدمة في وطننا كأسس لكل تقدم سياسي وأساسه
سياسي).
وعلى بعد
أشهر، على الأقل، من انعقاد المؤتمر الوطني العادي السادس لحزب جبهة القوى
الإشتراكية بعد غياب زعيمه وبوصلته السياسية الراحل حسين آيت احمد. المؤتمر الذي
إن لم يؤجل سيكون، في غضون شهر ماي أو شهر جوان من سنة 2017 على أكثر تقدير حسب المادة الواحد
والأربعين من القانون الأساسي للحزب المنبثق عن المؤتمر الخامس (السابق) للحزب.
ووفق ذلك، على
بعد أشهر من تنصيب اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر الوطني للحزب بحسب المادة
التاسعة والثلاثون من القانون الأساسي للحزب.
وعلى بعد أشهر
قليلة أيضا، لا تتعدى الأشهر المذكورة لإنعقاد ندوة وطنية للإصغاء الديمقراطي تقدم
فيها حصيلة حول وضعية الحزب، وتصادق على توصيات تقدم لهيئات الحزب، والتي يحدد
المجلس الوطني للحزب تكوين وعمل هذه الندوة وفق المادة السادسة والثلاثون من
القانون الأساسي للحزب.
تلك المدة التي
تعتبر قصيرة جدا سياسيا في عمر حزب وخاصة في عمر حزب كحزب جبهة القوى الإشتراكية
كبير وعتيد برئيسه الشرفي، أحد الآباء المؤسسين (Père Fondateur) للجمهورية الجزائرية الحديثة، الزعيم الثوري والسياسي
المحنك وخاصة النزيه الراحل الدا الحسين آيت احمد رحمة الله الواسعة عليه وعلى
جميع شهداء ثورة التحرير والوطن.
وكما سيقال
بشكل واضح وأوضح بالشروح اللازمة والحجج الملازمة فيما بعد في مقدمة الكتاب الذي
سيذكر آتيا من أجل تأسيس تقليد وعرف سياسي جديد مؤسس وجيد في وطننا، ولأجل عدم حسد (Envier) مواطنينا للدول الأخرى التي يقال أنها "متقدمة"،
أين رجال السياسة فيها وعندها، لا تنقصهم الثقافة وينشرون كتبا سياسية لتسليط
الضوء، لمواطنيهيم - عن احترام وتقدير وعن واجب -، على ما يعنيهم والقضايا العامة
ونقاشاتها، ويوعونهم بالتحديات الممكنة والمستحدثة، من أجل اتخاذ المواقف الصحيحة
واللازمة، ومن اجل رفع المستوى السياسي ثقافة وممارسة إلى مستوى الأفكار لا مستوى
الصراعات "الشخصوية" التافهة.
أكتب هذا
المنشور لأعلم زملائي وزميلاتي المناضلين والمناضلات، خاصة في جبهة القوى
الإشتراكية وبصفتهم تلك، ومن خلالهم كمواطنين واعين، المواطنين والمواطنات
الجزائريين والجزائريات، بانه لاحقا بالمدة اللازمة قبل انعقاد المؤتمر الوطني
المذكور آنفا، سأقوم بنشر كتاب إليكتروني مجاني على صيغة "بي دي آف" (-
لأجل النفع العام وتحقيق المنشود -) بعنوان:
"رؤايا وقناعاتي كمواطن لأفافاس المستقبل" (« Ma
visions et convictions citoyennes pour le FFS de l’avenir »)
الكتاب الذي سيحمل مقترحاتي الشخصية
وخياراتي لحزبنا في المؤتمر المقبل. كتاب يتضمن مجموعة الملاحظات التي قمنا
باستخلاصها من تجربتنا الشخصية وخبرتنا في دواليب السياسة والحزب وتسييره من خلال
المسؤوليات التي تحملناها. كتاب يكون ان شاء الله عن قصد ونية حسنة، فاتحة خير
كوثيقة نقاش وعمل من اجل حزب دائما إلى الأمام من اجل الشعب الجزائري ومعه، ضمن
حزب ودولة مستقبلية له ومنه وإليه، وفق الخط السياسي لحزب جبهة القوى الإشتراكية
والإرث السياسي التاريخي الثقيل الذي تركه لنا زعيمنا الراحل حسين آيت أحمد أسكنه
الله فسيح جنانه مع الشهداء والصديقين.
وبذلك نعتذر من المناضلين الذين قد
اعلمانهم وربما هم في حالة انتظار، نعتذر عن جعل في المرتبة الثانية وعدنا الذي
قدمناه شفهيا لبعض زملائنا وعبرهم، والمتمثل في النشر الكتابي المطبعي لكتابينا
الذين قمنا بإنهاء كتابتهما، والمتعلقين ببيوغرافيا الزعيم حسين آيت أحمد وبتاريخ
جبهة القوى الإشتراكية منذ نشأتها إلى يومنا هذا. الكتابين الذين قد حددنا الذكرى
الأولى لوفاة زعيمنا الراحل لنشرهما بالمناسبة. وهنا سنحاول بان يتم نشرهما بإذن
الله بمناسبة الذكرى المقبلة لتأسيس الحزب في التاسع والعشرين سبتمبر من سنة 2017، مرفقين بكتاب ثالث عن
تجربتنا في الحزب تتضمن مسارنا، ذكرايتنا ومعايشاتنا في الحزب منذ الإنخراط فيه،
ووجهات نظرنا وتحليلاتنا للأحداث التي عشناها، وانطباعاتنا الشخصية عن الزملاء
والزميلات الذين عرفانهم، وغيرها مما يخدم
الحزب والوطن فيما ارتضيناه.
ويشرفني أيضا في هذا المنشور وبه، أن
أتقدم مسبقا إلى سياداتكم وحضاراتكم بالمحتوى العام للكتاب المذكور والمتعلق طبعا
برؤيتنا للحزب من اجل المستقبل، بحيث أضع تحت انطباعاتكم وتعليقاتكم فهرسة
محتوياته المتمثلة فيما يلي:
مقدمة:
تتضمن أسباب واهداف كتابة الكتاب.
فصل أول بعنوان: "وضعية حزب جبهة القوى
الإشتراكية" (من منظورنا الشخصي بالطبع):
يتضمن الوضعية السياسية والتنظيمية
للحزب.
فصل ثاني بعنوان: "المشاكل الداخلية والخارجية التي
يواجها حزب جبهة القوى الإشتراكية":
يتضمن تحليل الساحة السياسة الوطنية
وموقع الحزب فيها.
فصل ثالث بعنوان: "مقارنة بين الخط السياسي للحزب
ومشروعه مع القوانين الأساسية له من حيث التجسيد للمبادئ والهداف":
يتضمن مدى تجسيد الحزب في قوانينه
الأساسية لمبادئه وأهدافه، مع ذكر النقائص في ذلك، باعتبار أن الحزب السياسي هو
مثال مصغر للمشروع والدولة المنشودين، وباعتبار أن القوانين الأساسية للحزب تمثل
دستوره كصياغة قانونية للطموحات والقناعات السياسية المعلنة والمبتغاة. وفي هذا
الفصل بالتحديد يتم مناقشة الخط السياسي للحزب وبرنامجه ومواقفه بالنسبة إليه،
إضافة إلى القراءة السياسية والتنظيمية للقوانين الأساسية الحالية للحزب.
الفصل الرابع الذي هو بعنوان: "نقائص الحزب مقارنة
بالوقائع الجديدة":
نذكر الوقائع الجديدة التي يجب على
الحزب اخذها بعين الإعتبار ويجب ان يتاقلم معها ويدمجها في مشرعه.
الفصل الخامس والأخير بعنوان: "التحديات التي تواجهنا":
نذكر فيه تحديات المؤتمر الخامس
السابق للحزب وكيفية مواجهنما لها والنقد لها، كما نذكر شروط وظروف المؤتمر
القادم، ومتطلباته، والأشياء الواجب الحذر منها وتجنبها، وكيفية ذلك، مع الأسباب
والحجج بالطبع.
وفي خاتمة الكتاب:
نلخص محتوى الكتاب ونقدم مقترحاتنا
بحسب نتائج تحليلاتنا في فصول الكتاب.
وختاما لهذا المنشور، ومن خلال كل ما
سبق ذكره، أتمنى بصفة شخصية وفردية من زملائي وزميلاتي، وحتى من المواطنين
والمواطنات، المتاعطفين والمتعاطفات خاصة، أن يوافقونا في مقترحنا، ولما لا، ان
يسبقونا به، من اجل إضافة ايجابية للثقافة وللممارسة السياسية الوطنيين، وللنقاش
العمومي السياسي الوطني، بالإثراء وإعطاء مثال، نموذج وسابقة، كأول خطوة لاتباع
طريق ايجابي لتنمية الساحة السياسية الوطنية.
تحياتي النضالية الحارة والصادقة.
وشكرا مسبق على فهمكم وعلى تفهمكم للمنشور من وجهة نظر ايجابية لا سلبية.
تقربوست بتاريخ الأربعاء 23 نوفمبر 2016، على
الساعة 19:40.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق